صفاء ـ فتاة جميلة ـ طويلة ممشوقة القوام ـ شعرها أسود مسترسل ـ عيناها جميلتان تشبهان عيون »المها«. ترتدي ملابس أنيقة لكنها ضيقة جداً!! معجبة بشخصيتها لدرجة الغرور ـ تشعر دائماً أنها متميزة عن الآخرين، مكياجها صارخ. تذهب الي عملها وهي في كامل زينتها كما ترتدي ـ جيبات قصيرة جداً وبنطلون جينز إستريتش تحب سماع كلام الحب والغزل من الشباب بالشارع كما انها دائمة المعاكسة حتي من بعض الفتيات ممن هن في سنها ـ حتي أن طلبة المدارس ينتظرونها خارج المدرسة عقب انصرافها من العمل.
استطاعت عن طريق الواسطة والمحسوبية التعيين في احدي مدارس مصر الجديدة.
عقب ان تم تعيينها بمدرسة »..........« واستلامها العمل اخصائية اجتماعية وهي مثار جدل واسع في المدرسة. المدرسون والعاملون بالمدرسة يلتفون حولها لمشاهدة أبلة صفاء، عندما تجلس في الغرفة علي أحد الكراسي ـ حتي أن مديرة المدرسة فشلت في تقويمها. طلبت منها ورئيس القسم الذي تعمل به الاحتشام في ملابسها، خاصة أن المدرسة بها العديد من الطلاب وهم في سن حرجة ـ وأن معظم المدرسين من الشباب ممن لم يتزوجوا ـ لكن كل النصائح ذهبت أدراج الرياح زميلاتها من المدرسات أصبحن يتحاشين الكلام معها ـ خاصة أن معظم المدرسين والموظفين بالمدرسة ينظرون إليها باعجاب.
* صفاء تشعر بأنها سيدة النساء.. فهي أجمل وأرق فتاة داخل المدرسة.
* سمير ـ موظف بنفس المدرسة ـ متزوج حديثاً ـ يحب زوجته ـ تعرف علي صفاء عندما تم إلحاقها بنفس الغرفة المخصصة كاخصائي اجتماعي. غالباً ما تجمعهما الفرصة داخل الحجرة معاً ـ اكتشف سمير مع مرور الأيام ان الآنسة صفاء تُحبه وتغار عليه.. عقب ان طلب منها ـ الاحتشام في اللبس ـ خاصة أن المدرسين بالمدرسة.. ينظرون اليها.. نظرات غريبة.. ظنت صفاء أن سمير يُبادلها نفس الحب والإعجاب خاصة انه دائم النظر اليها عندما يجلسان بمفردهما بالغرفة ومع مرور الأيام توطدت العلاقة بينهما.. طلبت منه أن يتزوجها.. لانها تشعر عندما تنظر اليه بأنه فارس أحلامها وانها دائمة التفكير فيه ليلاً ونهاراً.. وأنها سوف تساعده في جميع أثاث الشقة.. وكلما تتحين هي الفرصة تقترب منه وتقوم بمداعبته داخل الحجرة.. وتحاول اغراءه بشتي السبل.. وبدأت تنسج شباكها حوله حتي أوقعته في حبها.. وأصبح الاثنان لا يفترقان.. معظم الوقت،. كما كانت دائمة الاتصال به في المنزل.. وتختلق المناسبات لاحضار الهدايا.. كان آخرها ان قامت بشراء موبايل وأعطته له.
زوجة سمير شعرت بالخطر يُهدد حياتها الزوجية.. فطلبت من زوجها قطع علاقته بصديقته صفاء.. وأنه لو لم يقطع علاقته بها.. فإنها سوف تطلب الطلاق.. وفضح علاقته الآثمة مع صفاء.
امتثل سمير لأوامر زوجته وحاول الابتعاد عن محبوبته صفاء. إلا أن صفاء هددته بتدمير حياته ان حاول الابتعاد عنها.
مرت الأيام.. وهي لا تشاهد سمير.. جن جنونها.. فكيف يحاول الابتعاد عنها.. بعد ما أحبته.. وأصبح كل شيء في حياتها.. وأنها ارهقت من كثرة التفكير فيه وعندما وجدته داخل غرفة المكتب، أغلقت الباب وسألته في لهفة وشوق.. كيف تجرؤ علي الابتعاد عني وبعد ان هدأت.. طلب منها وتوسل اليها ان تتركه الي حال سبيله.. وأنه سوف يُلبي لها كل طلباتها. وأنه سوف يحضر لها عريساً أجمل وأحلي منه بكثير رفضت.. وقالت له ان لم تتزوجني.. سوف أدمر حياتك أنا موافقة أن أتزوجك عُرفياً.. ومستعدة أن أضحي بأي شئ في سبيل أن أبقي معك.. انت كل حياتي أنا مش عارفة من غيرك أعمل إيه.. أنا بحبك وبموت فيك.. ورغم ان الجميع يحاولون.. الاقتراب مني إلا أني بحبك انت.
حاول سمير.. إثناءها عن التفكير فيه.. وتقدم بطلب لنقله الي مدرسة أخري للابتعاد عن صفاء، إلا أن الطلب تم رفضه من قبل الادارة لان هناك قراراً وزارياً يمنع نقل المدرسين والموظفين أثناء العمل الدراسي.
فطلب من المديرة ارساله في مأموريات عمل خاصة بالمدرسة.. صفاء.. شعرت أن سمير يتهرب منها وانه ابتعد عنها.. طوال الأسبوع.. ظلت تطارده في التليفون.. رفض أن يرد عليها.
عندما فشلت في احتوائه.. أعلنت الحرب عليه.. اتصلت بزوجته.. وأخبرتها بأن زوجها.. داير علي حل شعره وأنه بيعاكس المدرسات.. وطلبت منها ان تخلي بالها من زوجها.. خاصة ان زوجها دائم النظر لزميلاته بطريقة غير لائقة.. عاد سمير الي المنزل.. وفوجئ بزوجته منهارة وتطلب الطلاق.. وأخبرته بأنه متعدد العلاقات مع السيدات.
كما طلبت صفاء من زملاء سمير عدم التحدث معه.. خاصة انه تزوجها عرفياً. علمت زوجة سمير بذلك.. وأنه يقضي معها معظم الوقت.
جن جنونها.. وقامت بجمع ملابسها وحزمت حقائبها وتركت له المنزل وتوجهت لمنزل والدها.
وفي يوم من أيام الدراسة، شاهدت سمير يقف علي محطة الأتوبيس بعد خروجه من المدرسة، طلبت من سائق التاكسي أن يتوقف، عبرت الشارع.. وأمسكت بذراع سمير.. وقالت له انت رايح فين ياحبيبي طلب منها سمير أن تبتعد عنه.. رفضت.. وقالت له نجوم السماء أقرب لك من الابتعاد عنك.. دارت بينهما مناقشة علي محطة الأتوبيس.. توسل اليها ان تتركه في حاله. قالت له استحالة.. طلبت منه ان يتزوجها.. وأنها سوف تدفع أتعاب المأذون رفض.. أمسكت به.. علا صوتها علي صوته استنجدت بالمارة.. وظلت تصرخ في هيستيريا.. الحقوني ياناس. الراجل ده جوزي ورافض يرجع معايا البيت.. سمير يطلب منها الهدوء.. خاصة انهما امام باب المدرسة.. قالت اما الزواج واما أوديك في ستين داهية انت فاهم ولا لاء.. رفض سمير.. استنجدت بأحد أمناء الشرطة الذي كان يقف بالقرب من الواقعة.. تجمع العشرات من الناس.. يشاهدون صفاء تمسك بتلابيب قميص سمير.. البعض ظن انه حاول معاكستها.. وسرقتها.. حاول البعض الاعتداء عليه... الا انها منعتهم وأخبرتهم بأنه زوجها، لكنه يرفض العودة معها الي المنزل.
كثرت التعليقات التي رددها المتواجدون علي محطة الأتوبيس. حاول سمير إفهام المتواجدين.. بأن هذه السيدة تطارده، وأنها زميلة بالمدرسة لكنها أخذت تصرخ.. وتقول اللي في بطني ده أروح بيه فين.. دقائق قليلة مرت كأنها الدهر.. وحضرت سيارة النجدة.. وتم اصطحاب سمير وصفاء الي قسم النزهة.. وتم تحرير محضر بالواقعة.. وفي المحضر طلب سمير من الضابط أخذ تعهد علي صفاء بعدم التعرض له.
وتم سماع أقوال صفاء والتي أكدت ان سمير زوجها ويرفض العودة الي المنزل وعدم الصرف علي ابنه اللي في بطنها، وقدمت صورة ورقة زواج عرفي بينها وبين سمير.
وتمت احالة صفاء وسمير الي النيابة التي أمرت باخلاء سبيلهما.. والتعهد علي صفاء بعدم التعرض لسمير وعدم التحرش به.
وفي صباح اليوم التالي.. توجه سمير الي ادارة الشئون القانونية بالادارة التعليمية وقدم شكوي ضد صفاء واستشهد بزميلاته في العمل والعمال بالمدرسة ومديرة المدرسة. استمعت الشئون القانونية لأقوال كل من ناريمان وفوزية ومحمد وأحلام وصباح. الجميع اكدوا ان سمير يتمتع بأخلاق جيدة وان صفاء فتاة دلوعة وانها ليست علي مستوي المسئولية وانها تحاول ان تدمر حياة سمير الأسرية.. والزواج منه بالعافية.. وطريقة كلامها وملابسها تدل علي انها تعمل في كباريه وليس مدرسة محترمة تعلم الاجيال، انتهت التحقيقات الي احالة صفاء الي النيابة الادارية للتحقيق معها في الوقائع المنسوبة اليها.. وفي التحقيقات التي باشرها هاني موسي وكيل النيابة باشراف المستشارين يسري الهواري وسامي فهمي.
تم استدعاء صفاء للتحقيق وبسؤالها عن الوقائع المنسوبة اليها قررت ان كل الاتهامات المنسوبة اليها كذب وافتراء وان الجميع يحسدونها علي جمالها الطبيعي. وانه عندما تم نقلها الي هذه المدرسة كانت ترفض الحديث مع زملائها.. لأنهم كانوا يعتقدون انها تتعالي عليهم.. ومع مرور الوقت.. بدأت الصداقة بينهما وبين زميلتها ناريمان والتي أخبرتها بان سمير يحبها ويريد الزواج منها، إلا انها رفضت في البداية ومع مرور الوقت نشأت بينها وبين سمير قصة حب وانها تزوجته عرفياً.. ثم طلب منها سمير ان تشاركه في مشروع تجاري.. وأنها رفضت.. وقدمت للنيابة الادارية صورة من عقد الزواج العرفي »مزورة« وان سمير خدعها بعد ما وعدها بالزواج ونال غرضه منها.
وبمواجهة سمير بأقوال صفاء أنكر زواجه منها وانه لم يلمسها وطلب اخذ تعهد عليها بعدم التعرض له ولزوجته وابعادها عن طريقه.
كما استشهدت صفاء بعم سعيد »عامل مؤقت يعمل بالمدرسة. وطلبت منه ان يشهد معها مقابل مبلغ من المال.. لكنه في التحقيقات خذلها.. وقال الحق. وأكد ان صفاء عاوزة تتجوز بالعافية وانتهت التحقيقات الي ادانة صفاء واحالتها الي المحكمة التأديبية لما بدر منها من افعال واقوال وان جريمة التحرش الجنسي ثابتة في حقها. كما ان المجتمع لا يقبل ان يتحرش الرجل بالمرأة فمن باب أولي ألا تتحرش المرأة بالرجل. كما ان ادعاءها الكاذب بأنها زوجته عرفياً وعدم قدرتها علي اثبات ذلك الزواج والتشهير بزميلها، يستوجب معه معاقبتها طبقاً لنصوص القانون وان صفاء سلكت مسلكاً، مخالفاً للقانون وان كان جائزاً شرعاً الزواج العرفي. الا ان القانون حرم العلاقة السرية بين الرجل والمرأة.. ولا سيما ان هذه السيدة تعمل في محراب العلم.. وان المذكورة انحرفت عن السلوك القويم واساءة سمعتها امام حشد كبير من الناس امام المدرسة بادعائها بالزواج العرفي.
ولما كانت الوظيفة العامة تفرض علي الموظف سلوكاً قويماً يجب ان يتحلي به في تعامله وملبسه داخل العمل وخارجه.. وان الموظف العام لا تقتصر مساءلته عن الاخطاء التي تقع اثناء العمل وانما تمتد الي خارج نطاق عمله وان جميع الوقائع ثابتة في حقها.
Tue Oct 02, 2007 2:30 pm