[img][img]
http://www5.0zz0.com/2007/09/09/12/69833600.bmp[/img][/img] 
[size=29]تجلس كل مساء وتبحث عنه.. حبيبها الذي رحل منذ زمن يقرب الـ 15 عاماً، وتركها هنا بجوار الشباك القديم في إحدى دور المسنين بحي الدقي بالقاهرة.
تراها فتحب أن تقترب منها وتسمع الكلمات غير المفهومة التي تصدر عنها، ولا تعرف إلى من توجهها، تسأل عن اسمها لا يجيبك أحد، فالمشرفات جاءوا إلى المكان ووجدوها كما هي تموت وتحيى ألف مرة فوق نفس الكرسي.
وكل ما يمكن أن تعرفه عنها شيء واحد هو أنها عاشت ما فات من عمرها من أجل نظرة رضا من عين شخص واحد هو فاروق، وما يمر عليها الآن هي ساعات ثقيلة، ولكنها تصبح جميلة حين تنقضي؛ لأنها أيضا تقربها من جنة فاروق.
لم تكن تعرف من الدنيا إلا حدود أصابعه، ولم تحفظ يوما إلا عدد الخطوط التي تركها الدهر فوق وجهه، إن ذهبت ستعرفها وسيشاور عليها الجميع ويقول لك.. حبيبة فاروق.
عيد حب مختلف
عندما تقترب منها تخاف منك بشدة، وتسألك بطريقة طفولبة غريبة: أنتي عايزة تضربيني، أنا مش عايزة أنام، ثم تبدأ في البكاء وتميز ما بين الشهيق والزفير كلمات متقطعة تقول والله لأقول لفاروق، أنتي وحشة..
وتهدأ مع أول لمسة على كتفيها، وتبتسم ابتسامة تتحول إلى ضحكة إذا أخرجت من جيبك بعض الحلوى، تسألك وهى تضحك هل أنت زميل فاروق وهل كنت معه في افتتاح الكوبري الجديد بالسويس، وتوعدك أن تنال غداء جميل في بيتها هي وفاروق بالطبع بعد أن يعود من مهمته، هذا كله ستواجهه قبل أن تنطق أي كلمة.
أما أنا فقد تحمست وتأئرت، وألغيت جميع خططي وقررت أن أقضي عيد حب مختلف رقيق أكتفى فيه بسماع قصة حبها.
قصة ووردة وذكرى
سألتها في البداية: كيف تعرفت عليه، وأخبرتني الكثير والأهم تلك الفرحة التي تمنيت أن تغمرني وهي في طريقها من عينيها إلى العالم، وضحكت وأنا أخمن أول لقاء كان على البحر أو في الجامعة.
ولكنها قالت سيناريو مختلف، فحكت عن يوم طلاق أختها وكيف كانت الأجواء مرتبكة وهي مازالت بنت السابعة عشر، وفى نهاية المداولات طلبوا من الزوجين الجلوس سوياٍ مرة أخيرة، ورفضت أختي وأخذته كرامته.
وانتهى الأمر بأنها طلبت أن أحضر معها في هذا المجلس، أما هو فطلب منه حبيبي فاروق وصديقه أن يجلس.
كانت أختي تتحدث عنه كثيراً وتقول أنه أقرب صديق لزوجها علاوة على أنه ابن عمه، ومن أول نظرة إليه ورغم عاصفة أختي أخذت أتساءل أنا لم أره يوم الفرح الذي لم يمر عليه أكثر من عام، حينها ظننت أني أعيش مجرد خيالات، ولكنها كانت حقيقة، فهو يختلس النظر إلي، وكانت نظرته غريبة ولكنها جميلة.
المهم استمرت المشاجرة، وجدت إنني وهو أيضا يملكنا حماس زائد لإنهاء الموقف بالتصالح، قد يكون هذا هو المنتظر في مثل هذا الوقت، ولكنه جاء منا أكثر من العادي، وبرغم المساعي والأماني قضت أختي على كل شيء وصرخت: "أتركني في حالي"، وهربت مسرعة إلى الداخل أو إلى حضن أبى.
لوى شفتيه وأستعد للخروج وتبعه صديقه ورحل وأنا عيني معلقة على باب الشقة وعلى النهاية الحزينة، ولم يطل انتظاري فبعد يومان كنت أستعد لزيارة إحدى صديقاتي لأحكى لها عن إحساس غريب يغمرني، فتحت باب الشقة وعلى عتبة البيت كان هناك يستعد لدق الباب.
نظرت إليه في فرحة لم أستطع أن أنكرها وبررتها سريعا باحتمال عودة زوج أخي لعقله وهل تعود الأمور، ولكنه أجاب في يأس أن صديقه أرسله ومعه بعض هدايا كانت من أختي له، تسلمتها واستعد للرحيل، تابعته مكتئبة ولم أحب العودة إلى البيت حملت هداياها وقصدت منزل صديقتي.
وما أن وصلت لأول الشارع الرئيسي حتى وجدته هناك، كان صريح وواضح ولم يتصنع قال أنه ينتظرني عن قصد لأنه فكر بعد نزوله ـ وبدأ في الكذب ـ إننا قد نصل لحل الأزمة رغم وقوع الطلاق.
وطال الحديث وحمل عني أشيائي وغابت أختي وعرف بدلا منها كل تفاصيل حياتي، ضحكت على مواقف العمال معه في مواقع العمل فهو مهندس كباري وطرق في سيناء، وبينما يأتي بكوزين درة أدركت تأخري واستأذنته سريعاً وعدت.
ملأني الخجل من نفسي وحزنت على ظرف أختي واستغلالي، لكن لم أستطع أن أمنع عن قلبي الفرحة، استمرت الأيام، ولا أدري كيف توالت لقاءاتنا وكيف تحولنا إلى شيء واحد لا أعرف اسمه يعيش نصفه في حي الدقي والآخر في الجيزة.
تلعثمت قليلاً، ونظرت إلى أخيرا، وقالت: "كان أمر صعب للغاية، لكن الغريب أن أكثر من تحمس كانت أختي الكبيرة، وبعد صعوبات وفى أول عام لي بالجامعة كنت أتعلق بذراعه، وأخذت تحكي عن عاداته السخيفة في الأكل ولون شراباته وحدثتني عن سالم وهدى".
ثم قالت في صوت وكأنه الصمت: "عاد يوما في الليل بعد افتتاح كوبري السويس، كان يشعر ببرودة شديدة، ودخل للسرير دون أن يرى الأولاد، احتضنته ونمت ثم استيقظت لأجده قد مات، وتركتني دون بكاء وعادت لنظراتها المتنوعة في الشباك.
حقيقة ولكن
حزنت من أجلها، وتركتها دون كلمة وداع وقد ملأتني كل المشاعر، أتمنى أن أرى فاروق أو أن يكون هناك من يحبني كل هذا الحب ولو لحظة واحدة مما تحكى عنه،
فكرت أن أسأل عن أبنائها وأعرف سبل مساعدتها وهى في هذا السن.
دخلت إلى المكتب المعتاد مكتب المديرة، وسألتني عما سمعت منها، جلست أحكي ولم أتوقف إلا وأنا منخرطة في هستريا بكاء، واحتقرت أبنائها لتركهم الأم الجميلة حبيبة فاروق تتلقى إهانات المشرفات.
ربتت على كتفي، وأخذت تحكي عن ظروف المسنات وأن عقولهن وقلوبهن أقرب للأطفال، ثم قالت آخر ما كنت أتمنى أن أسمعه.
اسمها عايدة .. هكذا قالت وأكملت، لم يسبق لها الزواج حكى ابن أخيها حين أحضرها إلى هنا، أن هناك قصة زواج أو حب لم تكتمل، ليس لدي تفاصيلها ولكن الرجل كان يدعى فاروق، وقد مات من سنوات ولديه ثلاث أولاد وأسرة، أما هي فحياتها مر أغلبها في بيت أخيها في الإسكندرية، عاشت معهم كعمة للأولاد ولم تحصل على فرصة زواج ولم تكمل تعليمها.
...
رحلت وأنا أكره المديرة، كما أعتقد أن الأغلب سيكرهني الآن لكنها الحقيقة، ولكنني بقيت أتمنى رؤية هذه السيدة مرة ثانيةً، وسأظل أحبها دائماً لأنها تدعى أشياء جميلة وتعيش لها.. يا بختها!!
اكتبوا لنا على الوجوه التي لا يمكن أن تنسوها، سواء كان السبب جميل أو يحمل ذكريات سيئة..
[/size]
[img][img]
http://www4.0zz0.com/2007/09/09/13/66214392.jpg[/img][/img]
Sun Sep 09, 2007 1:07 pm
[/center]